مديحة بنت أحمد الشيبانية… وزيرة صنعت ملامح التعليم الحديث في عُمان

شخصية عُمانية: مديحة بنت أحمد الشيبانية ورحلتها في تطوير التعليم

تُعد معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد بن ناصر الشيبانية واحدة من أبرز الشخصيات العُمانية في المجال التربوي، فهي تشغل منصب وزيرة التربية والتعليم في سلطنة عُمان منذ سنوات، وترتبط سيرتها بمسيرة تطوير التعليم في البلاد، وبحضور قوي في المحافل الإقليمية والدولية، ما جعل اسمها رمزًا للقيادة الهادئة والعمل المؤسسي في قطاع التعليم. 

 

مديحة بنت أحمد الشيبانية… وزيرة صنعت ملامح التعليم الحديث في عُمان

  

النشأة والتكوين العلمي

تنتمي الدكتورة مديحة الشيبانية إلى بيئة عُمانية تُقدِّر العلم والمعرفة، وقد اختارت منذ بدايات مسيرتها أن ترتبط بمجال التربية والتعليم. حصلت على درجة الدكتوراه في التربية من إحدى الجامعات المرموقة، وهو ما منحها أساسًا علميًا متينًا في قضايا التعليم، وسياسات التطوير التربوي، والمناهج، وجودة التعليم، قبل أن تعود لتوظيف هذا التكوين العلمي في خدمة تطوير التعليم في سلطنة عُمان.

هذا التكوين الأكاديمي انعكس لاحقًا في خطابها الرسمي، حيث تحرص دائمًا على ربط القرارات التربوية بالبحوث والدراسات وعلى الحديث عن التعليم بمنظور تخطيطي طويل المدى، يراعي احتياجات الأجيال القادمة وسوق العمل والاقتصاد المعرفي.

البداية المهنية في الميدان التربوي

بدأت الدكتورة مديحة الشيبانية عملها في الميدان التربوي من الصفوف الأمامية، حيث عملت معلمة في قطاع التعليم، ثم تدرجت في عدد من المناصب القيادية داخل المدارس، حتى تولت إدارة مدرسة ومن ثم مسؤوليات أوسع على مستوى الإشراف التعليمي والإداري. هذا التدرّج من الميدان إلى الإدارة العليا منحها فهمًا عميقًا لواقع المدرسة العُمانية وتحديات المعلمين والطلبة على حد سواء.

تخرّجت الدكتورة مديحة بنت أحمد بن ناصر الشيبانية من جامعة كاليفورنيا في بيركلي بالولايات المتحدة، حاصلة على درجة الدكتوراه في التعليم، وهو ما عزّز رؤيتها الأكاديمية في تطوير السياسات التربوية في سلطنة عُمان. وتشغل معاليها منصب رئيسة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، إضافة إلى كونها وزيرة التربية والتعليم منذ تعيينها عام 2011 من قبل السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه. وتُعدّ ثالث امرأة في تاريخ عُمان تتولى حقيبة وزارية على مستوى الحكومة.

في عام 2017 وضعتها مجلة فوربس الشرق الأوسط في المرتبة السابعة ضمن قائمة أقوى النساء العربيات في الحكومة، تقديرًا لحضورها القيادي وتأثيرها التربوي. كما أنها حلت محل الوزير السابق يحيى بن سعود السليمي لتواصل بعده رحلة التحديث والإصلاح في قطاع التعليم.

على المستوى الدولي، قامت بزيارة رسمية إلى اليابان عام 2014 لتعزيز التعاون التعليمي والتقني، كما استضافت ورعت المنتدى الخليجي الثاني لتقنية النانو في سلطنة عمان، في إطار اهتمامها بربط التعليم المدرسي بالتقنيات العلمية الحديثة.

وتشغل الشيبانية أيضًا منصب رئيسة اللجنة الإشرافية للمركز المتخصص للتدريب المهني للمعلمين، وهو أحد أهم مشاريع تطوير الكفاءات التربوية في السلطنة. وفي عام 2016 افتتحت مكتبة المركز، ضمن جهود تحديث البنية الرقمية والمعرفية، والتي شملت أيضًا تطوير المواقع الإلكترونية والصفحات الاجتماعية المرتبطة بالمركز.

مع مرور الوقت، توسعت مسؤولياتها لتشمل الإشراف على قطاعات تعليمية متخصصة، والعمل على تطوير السياسات والبرامج التربوية، ما مهّد الطريق لانتقالها إلى مواقع صنع القرار على مستوى الوزارة واللجان الوطنية والدولية.

من اللجنة الوطنية إلى التمثيل الدولي

قبل توليها حقيبة وزارة التربية والتعليم، شغلت الدكتورة مديحة الشيبانية منصب الأمينة العامة للجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، وهي الجهة التي تنسق علاقة السلطنة بالمنظمات الدولية المعنية بالتعليم والثقافة والعلوم. كما مثّلت سلطنة عُمان في عدد من المحافل الدولية، وأسهمت في بناء جسور تعاون مع منظمات إقليمية وعالمية.

هذا الحضور الدولي مكّنها من الاطلاع على التجارب التعليمية الناجحة حول العالم، والاستفادة من أفضل الممارسات في تطوير التعليم، ثم تكييف هذه الخبرات بما يناسب خصوصية المجتمع العُماني وهويته الثقافية.

أول وزيرة للتربية والتعليم في سلطنة عُمان

شكّل تعيين الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرةً للتربية والتعليم محطة فارقة في مسيرتها ومسيرة المرأة العُمانية؛ فهي تُعد من أوائل النساء اللاتي تولّين حقيبة وزارية سيادية في الدولة، وبخاصة في قطاع حيوي مثل قطاع التعليم. ومنذ توليها هذا المنصب، ارتبط اسمها بالعديد من مشاريع التطوير التربوي، وبخاصة في مجالات المناهج، تدريب المعلمين، وتوسيع البنية التحتية المدرسية.

استمرارها في هذا المنصب لسنوات يعكس ثقة القيادة العُمانية في رؤيتها، وقدرتها على قيادة هذا القطاع الحيوي في مرحلة تشهد تحوّلات كبيرة على مستوى التقنية، وسوق العمل، ومتطلبات المهارات المستقبلية.

رؤيتها لتطوير التعليم في سلطنة عُمان

تنطلق رؤية الدكتورة مديحة الشيبانية في تطوير التعليم من قناعة بأن التعليم هو الأساس الحقيقي لبناء الإنسان العُماني القادر على الإسهام في نهضة بلاده. لذلك، تركّز على عدة محاور رئيسية، من أهمها:

  • تحسين مخرجات التعلم في المواد الأساسية كاللغة العربية، واللغة الإنجليزية، والرياضيات، والعلوم.
  • دعم التحول الرقمي في الإدارة التربوية والعمليات التعليمية داخل المدارس.
  • تطوير برامج تدريب المعلمين بشكل مستمر، لضمان جودة الأداء داخل غرفة الصف.
  • مراجعة المناهج الدراسية وتحديثها بما يتوافق مع متطلبات العصر ورؤية عُمان المستقبلية.
  • تعزيز ثقافة الابتكار والبحث العلمي لدى الطلبة والمعلمين.

كما تولي اهتمامًا خاصًا بالتعليم المدمج والتعليم عن بُعد، وتعتبرهما من الأدوات المهمة لتوسيع فرص التعلم، خاصة مع تطور البنية الرقمية في السلطنة وارتفاع الاعتماد على المنصات التعليمية الإلكترونية.

إنجازات بارزة في مسيرتها الوزارية

شهد قطاع التعليم في عهد الدكتورة مديحة الشيبانية مجموعة من المبادرات والبرامج التي استهدفت الارتقاء بجودة التعليم، من أبرزها:

  • دعم إنشاء مراكز متخصصة لتدريب المعلمين وتطوير أدائهم المهني والتربوي.
  • إطلاق مشاريع للتحول الرقمي في المدارس، وتوفير منصات تعليمية إلكترونية للطلبة والمعلمين.
  • الاهتمام ببرامج الجودة والاعتماد المدرسي، ورفع مستوى المتابعة والإشراف التربوي.
  • المشاركة في مؤتمرات ومنتديات إقليمية ودولية لعرض تجربة سلطنة عُمان في التعليم.
  • تعزيز التعاون مع وزارات التعليم في الدول العربية والخليجية، وتوقيع مذكرات تفاهم تربوية مشتركة.

حضور إقليمي ودولي وتمكين للمرأة

لم يقتصر تأثير الدكتورة مديحة الشيبانية على الساحة المحلية، بل امتد إلى المستوى الإقليمي والدولي، حيث شاركت في العديد من المؤتمرات واللقاءات العالمية المتخصصة في التعليم. كما ظهرت ضمن نماذج القيادات النسائية العُمانية التي تمثل بلادها في المحافل الدولية، وتقدم صورة مشرّفة عن قدرة المرأة العُمانية على تولّي المناصب العليا وقيادة القطاعات الحيوية.

وبفضل مسيرتها في الميدان التربوي، تُعد معاليها قدوة لكثير من الطالبات والمعلمات والقيادات النسائية الشابة اللواتي ينظرن إلى سيرتها بوصفها مثالاً على أن العمل الجاد، والالتزام، والتدرّج في المسؤولية يمكن أن يفتح آفاقًا واسعة لخدمة الوطن من مواقع مؤثرة.

مديحة الشيبانية في ذاكرة التعليم العُماني

يمكن القول إن الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية أصبحت اليوم إحدى العلامات البارزة في تاريخ التعليم في سلطنة عُمان، بفضل ما قدّمته من جهود في تطوير السياسات التعليمية، ودعم تدريب المعلمين، وتحديث المناهج، وتعزيز حضور السلطنة في الساحة التربوية الدولية.

إن سيرة هذه الشخصية العُمانية الرائدة تعكس رؤية واضحة ورسالة مستمرة تقوم على أن التعليم هو الاستثمار الحقيقي في مستقبل الأوطان، وأن بناء الإنسان هو المشروع الأهم في كل نهضة. لذلك، تبقى مديحة بنت أحمد الشيبانية نموذجًا مضيئًا للقيادة التربوية، وشخصية تستحق أن تُدرَس وتُسطَّر في صفحات الذاكرة الوطنية.

أسئلة وأجوبة حول شخصية مديحة بنت أحمد الشيبانية

1. من هي مديحة بنت أحمد الشيبانية؟

هي وزيرة التربية والتعليم في سلطنة عُمان وواحدة من أبرز القيادات التربوية في المنطقة، تمثل بلدها في المحافل الدولية وتسهم في تطوير التعليم والمناهج.

2. ما هو تخصصها الأكاديمي؟

تحمل درجة الدكتوراه في التربية، وهو ما يمنحها خلفية علمية قوية في بناء السياسات التربوية وتطوير التعليم.

3. ما المناصب التي شغلتها قبل الوزارة؟

عملت كمعلمة، ومديرة مدرسة، ومسؤولة في قطاعات الإشراف والتدريب، ثم أمينة عامة للجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، قبل أن تتولى حقيبة الوزارة.

4. ما أهم إنجازاتها في وزارة التربية والتعليم؟

من أبرز إنجازاتها تطوير المناهج، تدريب المعلمين، دعم التحول الرقمي، تحسين جودة التعليم، وتمثيل السلطنة في المحافل الإقليمية والدولية.

5. كيف أسهمت في تمكين المرأة العمانية؟

تُعد من أوائل القيادات النسائية في القطاع التربوي، وقدمت نموذجًا ملهمًا للفتيات والنساء في تولي المناصب العليا والعمل المؤسسي.

6. ما دورها في التحول الرقمي للتعليم؟

عملت على تعزيز استخدام التكنولوجيا في التعليم، ودعم التعليم المدمج، وتطوير المنصات التعليمية الرقمية لخدمة الطلبة والمعلمين.

ملخص السيرة المهنية لمعالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية

تتولى معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية، إضافةً إلى منصبها كوزيرة للتربية والتعليم في سلطنة عُمان، رئاسة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، وهي الجهة التي تمثل عُمان في المنظمات الدولية مثل اليونسكو والإيسيسكو والألكسو. كما تشغل عضوية عدد من المجالس الوطنية المهمة، ومنها: مجلس الخدمة المدنية، ومجلس البحث العلمي، ومجلس التعليم العماني، ما يعكس دورها المركزي في صياغة السياسات التربوية والعلمية في البلاد.

بدأت الشيبانية مسيرتها المهنية في التعليم كمعلمة عام 1989، ثم أصبحت مديرة مدرسة عام 1997، قبل أن تتولى مناصب قيادية في قطاع التعليم الخاص، مثل: مديرة إدارة التعليم الخاص، مديرة قسم التربية الخاصة، ونائبة مدير عام التربية بوزارة التربية والتعليم. هذا المسار المتدرج أكسبها خبرة واسعة تمتد من الميدان المدرسي إلى الإدارة العليا.

وفي عام 2007 عُيّنت أمينًا عامًا للجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، ثم أصبحت المندوبة الدائمة لسلطنة عُمان لدى منظمة اليونسكو في باريس عام 2010، وهو منصب دولي رفيع يعكس ثقة المؤسسات العالمية بخبرتها. كما ترأست قطاع التعليم وتنمية الموارد البشرية في مجلس البحث العلمي، وأسهمت في بناء السياسات الوطنية للبحث والتطوير التربوي.

إلى جانب ذلك، شغلت عضوية مجموعة من الهيئات والمؤسسات التعليمية الإقليمية والدولية، ومنها:

  • مكتب التربية الدولي – اليونسكو
  • المجلس الاستشاري لمركز السلطان قابوس للثقافة الإسلامية – واشنطن
  • مجلس إدارة المعهد الدولي للتخطيط التربوي – اليونسكو
  • المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية

وقد حظيت بتقدير عربي واسع، إذ جاءت ضمن أقوى 100 امرأة عربية لعام 2014 (المرتبة السابعة)، وأقوى النساء العربيات لعام 2015 (المرتبة الخامسة)، كما صُنّفت ضمن أقوى 10 نساء عربيات في القطاع الحكومي لعام 2016 وفق مجلة فوربس الشرق الأوسط. وفي عام 2015 نالت وسام عُمان المدني من الدرجة الثانية من السلطان قابوس بن سعيد – رحمه الله – تقديرًا لإنجازاتها.

وهي حاصلة على درجة الدكتوراه في التربية عام 2005 من جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما عزّز رؤيتها العلمية في تطوير السياسات التعليمية وبناء برامج تدريب احترافية للمعلمين والمؤسسات التربوية.

مديحة بنت أحمد الشيبانية, وزيرة التربية والتعليم, شخصيات عُمانية, التعليم في سلطنة عمان, تطوير التعليم في عمان, وزارة التربية والتعليم العمانية, تمكين المرأة في عمان, القيادات النسائية العمانية, سير ذاتية عمانية, شخصيات عمانية بارزة

إرسال تعليق

0 تعليقات